جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
جعفر الخابوري
جعفر الخابوري
Admin
المساهمات : 218
تاريخ التسجيل : 14/05/2023
https://ryffgdfgfff.ahlamontada.com

مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري  Empty مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري

الأحد مايو 14, 2023 4:35 pm
قصة حقيقية
رجل لآ يصلي سأل رجلا يصلي : ماذا لو إكتشفنا بعد الموت بأن الجنة غير موجودة و النار غير موجودة و أنه لا عقاب و لا جزاء ماذا أنت فاعل ؟
فكانت المفاجأة و الرد مذهلا
إليكم القصة
ماذا لو ؟ ....

يقول دخلنا إلى أحد المطاعم العربية في لندن قبيل الغروب لتناول العشاء … كان ذلك عام 2007 .. جلسنا و جاء النادل لأخذ الطلبات .. إستأذنت من الضيوف لدقائق .. ثم عدت فسألني أحدهم..
قال : أين ذهبت دكتور لقد تأخرتَ علينا كثيراً أين كنت ؟
قلت : أعتذر ... كنت أصلي..
قال مبتسماً : هل مازلت تُصلي؟ يا أخي أنت قديم !
قلت مبتسماً : قديم؟ لماذا؟ و هل أن الله موجود فقط في الدول العربية ؟ ألا يوجد الله في لندن؟
قال : دكتور أريد أن أسألك بعض الأسئلة و لكن أرجوك تحملني قليلاً برحابة صدرك المعهودة.
قلت : بكل سرور و لكن لدي شرط واحد فقط .
قال : تفضل.
قلت : بعد أن تنتهي من أسئلتك عليك أن تعترف بالنصر أو الهزيمة .. موافق؟
قال : إتفقنا و هذا وعد مني .
قلت : لنبدأ المناظرة .. تفضل ...
قال : منذ متى و أنتَ تصلي؟
قلت : تعلمتها منذ أن كنت في السابعة من عمري و أتقنتها و أنا في التاسعة من عمري و لم أفارقها قط و لن أفارقها إن شاء الله تعالى .
قال : طيب .. و ماذا لو أنك بعد الوفاة إكتشفت بأنه لا توجد جنة و لا توجد نار و لا عقاب و لا ثواب فماذا ستفعل؟
قلت : سأتحملك و أكمل المناظرة معك حسب فرضيتك و لنفرض لا توجد جنة و لا توجد نار و لا يوجد ثواب و لا عقاب لن أفعل أي شيء لأنني أصلاً كما قال علي بن أبي طالب "إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك و لا طمعاً في جنتك و لكن عبدتك لأنك أهلٌ للعبادة".
قال : و صلاتك التي واضبت عليها لعشرات السنين و ستجد أن من صلى و من لم يصلِ سواء و لا يوجد شيء إسمه سقر؟
قلت : لن أندم عليها لأنها لم تأخذ مني سوى دقائق في اليوم و سأعتبرها رياضة جسدية .
قال : و صومك لا سيما أنت في لندن و الصوم هنا يصل إلى أكثر من 18 ساعة في اليوم كحد أقصى؟
قلت : سأعتبر صومي رياضة روحية فهو ترويض نفسي و روحي من الطراز الرفيع و كذلك فيه منفعة صحية كبيرة أفادتني في حياتي و إليك تقارير دولية من جهات ليست إسلامية أصلاً أكدت أن الإمتناع عن الطعام لفترة فيه منفعة كبيرة للجسد .
قال : هل جربت الخمر؟
قلت : لم أذق طعمه أبداً.
قال مستغرباً : أبداً؟!
قلت : أبداً.
قال : و ماذا تقول عن حرمانك لنفسك في هذه الحياة من لذة الخمر و متعته و متعة جلوسه بعد أن تكتشف صدق فرضيتي؟.
قلت : أكون قد منعت و حصنت نفسي من ضرر الخمر الذي هو أكثر من نفعه.. فكم من مريض بسبب الخمور و كم من مدمر لبيته و عياله من آثار الخمور .. و أنظر أيضاً الى التقارير الدولية من جهات غير إسلامية تحذر من آثار الخمور و آثار الإدمان عليها.
قال : و الذهاب للحج و العمرة بعد أن تكتشف بعد الوفاة لا يوجد شيء من هذا و أن الله غير موجود أصلاً .
قلت : سأسير حسب فرضيتك و وعدتك بأن أتحمل أسئلتك … سأعتبر الذهاب إلى الحج و العمرة سفرة جميلة شعرت فيها بمتعة راقية ساهمت في غسل و تنقية الروح كما تساهم سفرات أنت قمت بها من أجل قضاء وقتا جميلا لطرد ضغوط العمل و قتل الروتين و ساهمت في إنعاش الروح.
ظل ينظر إلى وجهي لثواني صامتاً …
ثم قال : شكراً لأنك تحملتني برحابة صدر .. أسئلتي إنتهت .. و أعترف لكَ بالهزيمة.
قلت : ماذا تعتقد شعوري بعد أن إعترفت أنتَ بالهزيمة؟
قال : بالتأكيد أنتَ الآن سعيدٌ جداً.
قلت : لا أبداً .. على العكس تماماً .. أنا حزينٌ جداً.
قال مستغرباً : حزين؟! لماذا؟!
قلت : الآن جاء دوري لأن أسألك.
قال تفضل :
قلت : ليست لدي أسئلة عدة مثلك و لكن هو سؤال واحدٌ فقط لا غير و بسيط جداً.
قال : ما هو؟
قلت : بيّنت لك بأنني لن أخسر شيئاً في حال حصلت فرضيتك أنت .. و لكن سؤالي الوحيد و البسيط .. ماذا لو عكسنا فرضيتك و أنك بعد الوفاة إكتشفت بأن الله تعالى فعلاً موجود و أن جميع المشاهد التي وصفها الله تعالى في القرآن موجودة حقاً .. ماذا أنتَ فاعلٌ حينها؟
ظل ينظر إلى عيني و لم يحرك شفتيه و أطال النظر إليّ صامتاً.. و قاطعنا النادل الذي أوصل الطعام الى مائدتنا ..
فقلت له : لن أطلب الإجابة الآن .. حضر الطعام .. لنأكل و عندما تكون إجابتك جاهزة من فضلك أخبرني بها.
أنهينا الطعام و لم أحصل منه على إجابة و لم أحرجه وقتها بطلب الإجابة .. غادرنا بصورة طبيعية جداً…
بعد شهر إتصل بي طالباً مني اللقاء في ذات المطعم.
إلتقينا في المطعم .. تصافحنا .. و إذا أرى نفسي مطوقاً بين ذراعيه واضعاً رأسه على كتفي و بدأ بالبكاء.
وضعت ذراعي على ظهره و قلت له : ماذا بك؟
قال : جئت لأشكرك … و دعوتك إلى هنا لأقول لك جوابي .. لقد رجعت إلى الصلاة بعد أن قطعتها لأكثر من عشرين عاماً … كانت أجراس كلماتك ترن في ذهني و لم تتوقف .. لم أذق طعم النوم .. لقد أثرت بركاناً في روحي و في نفسي و في جسدي .. و صدقني .. شعرت بأنني إنسان آخر و أن روحاً جديدةً بدأت تسير في هذا الجسد مع راحة ضمير لا مثيل لها …
قلت له : ربما تلك الأجراس أيقظت بصيرتك بعد أن خذلك بصرك ..
قال : هو ذاك تماماً ..فعلاً .. أيقظت بصيرتي بعد أن خذلني بصري .. شكراً لك من القلب أخي الحبيب .

لا تقرأ و ترحل علق بِ أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى